قصة سليم – مركز السنابل

“كل أم بهل الحياة بتطمح لتشوف ابنا احسن وانجح ابن، بس انا كل يلي كان بدي ياه هو انو شوف ابني سليم مبسوط. ابني بحب الرسم كتير بس ما كان يرسم منيح، كان ديما بيفتقر للمسة الإبداعية أو حتى للإلهام. بالمقابل شخصيتو كانت كتير ضعيفة وما كان حتى يقدر يعبر عن رأيو بأبسط الأمور. سليم كان يتعرض للتنمر من رفقاتو بالحي وبالمدرسة، كان بعض الأوقات يرجع على البيت معصب بس لما اجي اسألوا شو صاير معك، ما كان يجاوبني ويفوت دغري على غرفتو وما يحكي مع حدا كل النهار. بهل الفترة كان سليم يتردد على مركز سنابل الجنوب ببنت جبيل، وفي نهار مدير المركز بيحكني عن برنامج اسمو ألف ليلة وليلة وانو ممكن ابني يستفيد منو كتير. للصراحة بالأول كنت مترددة انو حط ابني بأي شي جديد لأنو كنت خايفة عليه كتير بس ما بعرف ليش تاني نهار سجلتو بالبرنامج وقلت لنفسي لعلى وعسى يكون خير لسليم”، تقول أم سليم، وتكمل “بعد شهر من تسجيلو بالبرنامج، بلشت إلمس تغيير بسليم، ان كان بشخصيتو أو حتى رسمو. سليم كان شخص فوضوي وغراضو مرمية وين ما كان، وكان ديما ينسى كيف ينظم وقتو أو حتى يرتب أولوياتو بالحياة. ما بعرف شو هل سحر بقصص ألف ليلة وليلة، بس لما سليم يجي على البيت فجأة ويصير بدو يرتب خزانتو ويلم غراضو عن الأرض ويجي يسألني اذا بدي مساعدة بأي شي فهيدا اكيد مش برنامج عادي. حتى بالصف ومع رفقاتو، سليم صارت شخصيتو أقوى وصار من الطلاب المشاركين بكل نشاط ويجي بكير ويفل اخر واحد. حتى بالبيت صرت اذا بدي شي منو وحسيت انو ممكن ما يعملو فدغري بقلو: يا سليم علاء الدين كان يعمل هيك فأنت لازم تعمل متلو، فهو دغري بيتحمس وبنفذ طلبي لأنو هو بحب يكون شاطر متل شخصيات ألف ليلة وليلة”.

المنتدى المجتمعي للتمكين والتنمية (Initiate) يقوم بتنفيذ مشروع “ألف ليلة وليلة” في 105 مركز في جميع المناطق في لبنان. يتم تنفيذ هذا المشروع بدعم من البرنامج الأوروبي الاقليمي للتنمية والحماية لدعم لبنان، الاردن والعراق (RDPP II)، وهو مبادرة أوروبية مشتركة بدعم من جمهورية التشيك، الدنمارك، الاتحاد الاوروبي، ايرلندا وسويسرا.

 

اية طالب، معلمة في برنامج ألف ليلة وليلة تقول: “كمعلمة ببرنامج ألف ليلة وليلة بمركز سنابل الجنوب، هدفي الأول هو وصل للتلاميذ كل الأفكار الموجودة بالدروس يلي عم نعطيها بطريقة سهلة، وسلسة، وواضحة للجميع. بصراحة برنامج ألف ليلة وليلة ساعدني لأوصل للطلاب بأجمل طريقة ممكنة. هل برنامج قادر يوصل لقلب الطفل قبل عقلو وقادر يوظف كل مشاعرو بطرق إيجابية ومن دون الحاجة للشرح المفصل. اليوم نحنا أمام برنامج تربوي متطور بغذي العقل والقلب، وقادر يطلّع كل الأمور الايجابية من الأطفال. لما تدمج افلام الكرتون بالقصص وبالنشاطات، بتكون عم بتحبب الاولاد أكتر بالتعليم وعم تبني جيل قادر يكون متطور وجاهز للتغيير. اليوم على سبيل المثال عنا سليم يلي كان بحاجة للإلهام ليطور موهبتو بالرسم، فهل برنامج اجا كدافع ايجابي ليحرك الابداع يلي جواتو. الشخصيات بحد ذاتها مرسومة بإبداع، فمن الطبيعي انو الأطفال يلاقو نفسهن ضايعين بجمال القصص ومعانيها”.

جمعية سنابل الجنوب في مدينة بنت جبيل هي جمعية خيرية، اجتماعية، ثقافية، رياضية وزراعية، تعمل مع مختلف الأفراد دون التمييز بين جنسية او طائفة داخل الأراضي اللبنانية.

سليم، 12  سنة، هو طالب سوري مستفيد من برنامج “ألف ليلة وليلة”. يقول سليم “انا اليوم قادر قول عن حالي رسام وعبّر عن موهبتي بكل الطرق. بعدني بذكر لليوم كيف كنت ضل خايف ارجي رسوماتي لمعلمتي أو أصدقائي خوفاً من انو يضحكو عليهم أو يقولولي كلام ممكن يأذني. بس بعد متابعتي للقصص، وتحديدا قصة الأمير شهاب وشجاعتو، اكتشفت انو كل شي كنت عم بمرق فيه هو مجرد قلة ثقة بالنفس ونقص بالشجاعة، وانو كل رأي مختلف مش يعني هو رأي غلط او مأذي، بل هو رأي ممكن يخليني شوف القصص من زاوية مختلفة. كتير تعلمت من ألف ليلة وليلة، وكتير خالني اعرف قيمة نفسي وشوف الأمور من زاوية مختلفة. أنا اليوم قوي بفضل الأمير شهاب وعلاء الدين، وبكرا حيكون في شخص بدو مساعدتي بالحياة فحأنقل تجربتي بالصف للشارع وساعد كل الناس من دون مقابل”.